روت المراسلة السابقة لشبكة "سي أن أن" الأمريكية آروى دامون، التي عملت لسنوات عديدة في تغطية غزو العراق، وحروب ونزاعات أخرى في الشرق الأوسط، قصتها في العراق الذي تقول إنه "سلبها جزءاً منها"، والحرب في سوريا التي "دمرتها"، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "تلغرافي" الصادرة في جمهورية كوسوفو.

وأشارت الصحيفة في التقرير، إلى أن دامون وفي لقاء مع صحفيين من كوسوفو، بدعوة من نقابتهم، شاركت تجاربها والتحديات التي عايشتها في مناطق الحروب في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن دايمون صحفية مخضرمة حيث غطت لصالح "سي أن أن" الأحداث الكبرى، خصوصاً في الشرق الأوسط، وقدمت تقارير من مناطق خطرة وخرجت بقصص مؤثرة عن الحروب واللاجئين والأزمات الإنسانية.

وتابع تقرير الصحيفة، أن دامون استعادت بذاكرتها كيف أن "سي أن أن" كانت مترددة في منحها فرصة تغطية حروب، ولكن بما أنه لم يكن لدى الشبكة خيار آخر، تم إرسالها في مهمة إعداد التقارير إلى مناطق الحرب.

ونقل التقرير عن دامون قولها "تمكنت في نهاية الأمر من تأمين اللقطات الصحيحة والعودة بالمواد اللازمة".

وبحسب دامون فإنه كان من الصعب عليها الوقوف أمام الكاميرا، إلا أنها كانت "محظوظة لأن شبكة سي أن أن سمحت لي بارتكاب أخطاء على الهواء"، مشيرة إلى أنها كانت فرصة مهمة لها لتطوير حياتها المهنية.

وأضاف التقرير أن دامون عملت في بغداد لمدة نحو سبع سنوات منذ شباط/ فبراير 2003 إلى العام 2010، ثم انتقلت إلى بيروت، وبعد اندلاع الربيع العربي، عملت كمراسلة في مصر وليبيا ثم سوريا.

ونقل التقرير عن دامون "أقول دائماً إن العراق سلبني جزءاً مني، لكن سوريا دمرتني"، موضحة أن تقاريرها في سوريا، برغم اليأس والألم الذي شعرت به تجاه الذين قتلوا، لم تتمكن من تغيير المسار القاتل للأحداث هناك.

وتقول دامون كما نقلت عنها الصحيفة، إن "جزءاً كبيراً مني غرق في حفرة مظلمة من الاكتئاب، وكان الأمر كما لو أنني كنت أغرق في دوامة سوداء، شعرت وكأنني أتمسك بأظافري لأنجو من الغرق".

وتواصل دامون قصتها قائلة "كنت غارقة في شعور بالعجز واليأس الكامل، وخيانة ثقة كل هؤلاء الناس الذين وثقوا بنا بقصصهم، ووثقوا بنا بحقيقتهم، وقد نقلناها، إلا أننا ما زلنا غير قادرين على هز القوى التي كان بإمكانها تغيير مستقبل سوريا".

وذكر التقرير أن دامون التي سبق لها أن فازت بخمس جوائز "إيمي"، أصبحت بعد مسيرتها الصحفية الناجحة مهنيا، تقود منظمة "INARA" الإنسانية التي تقدم المساعدات الطبية والدعم للأطفال المتضررين من الحروب والأزمات، كما تساعد الشباب على استعادة تعافيهم وفرصهم لحياة أفضل.

ومثلما عرض شريط فيديو عن مسيرة دامون المهنية كإعلامية، عرض خلال اللقاء فيلم وثائقي قصير أيضاً عن مناطق الحرب في الشرق الأوسط وتحديداً في غزة.

ومن خلال منظمتها، فإن دامون مستمرة في التأثير بشكل كبير على حياة الأطفال والأسر المتضررة من الحرب والأزمات، مما يوفر فرص التعافي والمساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها.