لمع نجمه كشخصية محورية في الحركة الكردية، سواء في تركيا أو في الدول المجاورة مثل سوريا والعراق.

عبد الله أوجلان زعيم بارز ومؤسس حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي يُعتبر أحد الأطراف الرئيسة في النزاع المستمر بين الأكراد والحكومة التركية.
ووُلد أوجلان في 4 نيسان 1949 في قرية أوسكودار في منطقة أورفا جنوب شرق تركيا، وهي منطقة ذات أغلبية كردية.
وبدأ أوجلان نشاطه السياسي في السبعينيات، حينما تأثر بالصراعات الإيديولوجية العالمية، وخصوصًا الفكر الماركسي-اللينيني، ما دفعه لتأسيس حزب العمال الكردستاني في عام 1978.
وفي البداية، كان هدف حزب العمال الكردستاني هو إقامة دولة كردية مستقلة في تركيا، وكان أوجلان يسعى لتحقيق هذا الهدف عبر الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية.
ومع مرور الوقت، تطور خطاب أوجلان وحزب العمال الكردستاني ليتحول إلى مطلب الحصول على حقوق ثقافية وحكم ذاتي للأكراد داخل تركيا، بدلاً من الاستقلال الكامل.
وكانت الحروب والمعارك بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية دامية، حيث أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين.
إضافة إلى ذلك، تم تصنيف الحزب من قبل الحكومة التركية وعدد من الدول الأخرى كمنظمة إرهابية بسبب الهجمات التي شنها ضد أهداف عسكرية ومدنية.
وطوال فترة قيادته، كان أوجلان شخصية مثيرة للجدل، إذ يعتبره الأكراد بطلًا ومناضلًا من أجل حقوقهم، بينما تعتبره تركيا إرهابيًا ومسؤولًا عن العديد من الهجمات الدموية.
وفي عام 1999، تم القبض على أوجلان في عملية دولية معقدة في كينيا، بعد أن كان يعيش في منفى في عدة دول.
وتم تسليمه إلى تركيا، حيث حُكم عليه بالإعدام في البداية، ولكن تم تخفيض الحكم إلى السجن المؤبد بعد تعليق تنفيذ عقوبة الإعدام في تركيا. أوجلان قضى فترة سجنه في جزيرة إمرالي، حيث أصبح رمزًا للمقاومة الكردية.
وفي السجن، بدأ أوجلان يغير مواقفه، داعيًا إلى السلام ووقف العنف بين الأتراك والأكراد. وفي السنوات الأخيرة، حاول إحياء مفاوضات السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، على الرغم من التوترات المستمرة بين الطرفين.
وكانت الحكومة التركية اقترحت إخراج أوجلان من عزلته بعد 26 عاما في السجن.
غير أنّ الإفراج عنه يبدو غير مرجّح، نظرا إلى التهديدات بالانتقام التي تطاله.