أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في ساعة مبكرة الأحد أن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيتأجل حتى تنهي حماس "المراسم المهينة" التي تقيمها أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين.

وقال مكتب نتانياهو في بيان إنه "تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين الذي كان مخططا له أمس (السبت) حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن التالين، دون مراسم مهينة" و"لحين تسليم الدفعة التالية من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة".

كما قالت مكتب نتانياهو، في أعقاب اجتماع أمني بدأ في وقت متأخر ليل السبت/الأحد، إن إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين تأجل بسبب "انتهاكات حماس المتكررة".

وجاء هذه التصريحات بعد ساعات من تسليم الرهائن الإسرائيليين السبت، فيما كان متوقعا أن تفرج إسرائيل عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني كانت وافقت على إطلاق سراحهم مقابل رهائنها.

وفي وقت سابق، قال مسؤولون إسرائيليون لفرانس برس إن إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني قد يحدث فقط بعد أن يعقد نتانياهو مشاورات أمنية في وقت لاحق السبت.

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته "ما أن تنتهي هذه المشاورات، سيتم اتخاذ قرار في شأن المراحل المقبلة" لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

وتنتظر عائلات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منذ ساعات طويلة إطلاق سراح أحبائها من السجون الإسرائيلية.

وكان نادي الأسير الفلسطيني يتوقع أنه سيتم الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين السبت بينهم 50 محكوما بالسجن المؤبد. وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من المعتقلين خارج الأراضي الفلسطينية.

من جهتها، اعتبرت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع أن "عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة من عملية التبادل في الموعد المتفق عليه يمثل خرقا فاضحا للاتفاق"

وفي وقت سابق رحب نتانياهو في بيان لمكتبه بعودة الرهائن السبت، مؤكدا عزمه "مواصلة التحرك بحزم بهدف إعادة جميع رهائننا إلى الوطن".

تم إطلاق سراح ستة إسرائيليين، بعضهم من مزدوجي الجنسية، في وقت سابق السبت، وهم المجموعة الأخيرة من الرهائن الأحياء تنفيذا للمرحلة الأولى من الهدنة.

ولم تبدأ بعد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تؤدي إلى نهاية دائمة للحرب.

وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السبت من أن حركة حماس "ستدمر" إذا لم تطلق سراح كل الرهائن المتبقين في غزة.

بدورها حذرت حماس السبت "من محاولات الاحتلال التنصل من الاتفاق"، مضيفة أن "الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو عبر التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق".

والأربعاء، قالت حماس إنها مستعدة للإفراج "دفعة واحدة" عن كل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق والتي كان مقررا أن تبدأ في الثاني من مارس.

لكن المفاوضات غير المباشرة بشأن هذه المرحلة التي يفترض أن تضع حدا للحرب بشكل نهائي، تأخرت مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الهدنة.

وما زال 62 من بين 251 رهينة خطفوا في 7 أكتوبر، محتجزين في قطاع غزة بينهم 35 قتلوا بحسب الجيش الاسرائيلي.

وينص اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى على أن تطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.

وأكدت حركة حماس أنه لم يبق سوى تسليم جثث أربعة رهائن إلى إسرائيل بحلول الأول من مارس بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة فمن المفترض مبدئيا أن تتعلق بإعادة إعمار غزة التي يعيش أهلها المشردين جراء الحرب بين الركام في ظل برد قارس.

وأسفر هجوم السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1215 شخصا من الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية، بما في ذلك الرهائن الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.

وأدت الهجمات الإسرائيلية المدمرة إلى مقتل 48319 شخصا على الأقل في غزة، غالبيتهم مدنيون، وفقا لبيانات وزارة الصحة. وتسببت الحرب بكارثة إنسانية في القطاع المحاصر.